فأراد الله أن يبيِّن لهم أن كلا العملين عظيم: القتل للعدو والقتل بيد
العدو.
وعلى هذا فإن القرآن قدم الأضعف على الأقوى إشعاراً بتساويهما فى
الفضل. . هذا على قراءة حفص حيث قدم المبني للمعلوم " فيَقتلون " على
المبني للمجهول " يُقتلون ".
أما على قراءة مَن عكس. فإن أبا السعود يرى تقديم الشهادة: رعاية
لكونها عريقه في الباب. وإيذاناً بعدم مبالاتهم بالموت في سبيل الله.
بل بكونه أحب إليهم من السلامة.
*
٢ - تقديم قصة نوح على مصاحبها:
وقال في تقديم قصة نوح عليه السلام على غيره ممن ذكِرَ معه في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ)
قال: " وفي تقديم قصة نوح على سائر القصص ما لا يخفى وجهه.
وفى إيرادها إثر " قوله تعالى: (وَعَليْهَا وَعَلى الفُلكِ تُحْمَلونَ)
من حُسن الموقع ما لا يوصف.
فالتقديم هنا ذو غرضين:
١ - مناسبة ما تقدم: حيث تقدم عليها الفلك والحمل عليه.
٢ - الإشارة إلى سبقه في الوجود ففي التعبير تقديم بحسب الترتيب الزمني.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute