للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويناسب ذلك عطف " الغافلات " على " المحصنات " إذ المراد من الغفلة

نفى أن يكون لهن أدنى شعور بما يُنسب إليهن لأنهن لم يأتينه من أصله.

وذلك بخلاف ما لو قدم " المؤمنات " لفات ذلك المعنى.

لأن المؤمنة قد تخطئ.

فكأن القرآن يقول: إنهم يرمون مَن شأنه ألا يُرمى لوجوده في الواقع على

خلاف ما يدَّعون.

*

٤ - توسط "الظرف ":

ومن روائع ما ذكره العلامة أبو السعود توجيهه لتوسط بين " لولا " وفعلها

فى قوله تعالى: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) .

قال أبو السعود: " وتوسيط الظرف بين " لولا " وفعلها لتخصيص

التحضيض بأول زمان سماعهم وقصر التوييخ على تأخير الإتيان بالمحضض عليه إلى ذلك الأوان، والتردد فيه. ليفيد أن عدم الإتيان به رأساً في غاية ما

يكون من القباحة والشناعة ".

وهذا فهم صادق لكلام الله الجزل، نرى فيه أبا السعود لم يكتف بإرجاع

التوسط الظرفى إلى سبب واحد، بل أرجعه إلى ثلاثة أسباب. . وهو صائب الرأي فى هذا وهو ينحو هذا النحى العذب في تحليله البياني لكتاب الله الكريم.

ونختم جولتنا معه بهذا الموضع:

*

٥ - تقديم المجرورات في " الشرح ":

قال تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>