والقول بالأمرين - الدخول ساجدين، والقول بالحطة - مسند إلى ضمير اسم
الجلالة " الله " صراحة " وإذ قدنا "، أما فىَ الأعراف فقد جرى الحديث
مجرى ما لم يسم فاعله:" وإذ قيل لهم. . " ففى الإسناد الأول من الفخامة
والجلال ما ليس في الإسناد الثاني حسب مقتضيات المقام.
كذلك فإن التعبير في البقرة مفيد لحدوث النعمة المستوجَب عليها الشكر.
أما في الأعراف فلا يفيد ذلك الحدوث ضرورة لأن:" ادخلوا " غير: " اسكنوا "
فالأول يفيد أنهم كانوا خارجها وأتيح لهم دخولها، والثاني يفيد أنهم كانوا
فيها، والجديد في الأمر تمكنهم من الاستمرار على ما هم عليه.
فظهور كمال النعمة في البقرة اقتضى تقديم الأمر بالسجود، لأن السجود
مظهر عظيم من مظاهر شكر النعَم. ثم روعي جانب الخطيئة في الأعراف فقدم ما يناسبه وهو القول بالحطة لزوال ما اقتضى التقديم في آية البقرة. ومن الخير أن نذكر نصوص القصة في السورتين كاملة: