دار غرست بها الأحزان. . . ".
وتكاد تكون الأمثلة التي ذكرها من قبيل
الاستعارة المكنية، كما تحدث عن الاستعارات الرديئة وذكر طائفة منها مثل! :
فَضَرَبْتُ الشتا في أخْدَعَيْهِ. . . ضَربةً غَادَرَتْهُ عَوْداً ركُوبا
وينتقل إلى الحديث عن التجنيس، ويُعرفه بقوله: أن تجيء الكلمة تجانس
أخرى في شعر أو كلام، ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على
السبيل الذىَ ألف الأصمعى كتاب " الأجناس " عليها. .
ويقسمه إلى نوعين: ما تجانس فيه الكلمتان في الحروف والمعنى، ومثل له بقول الشاعر:
يَوْمَ خَلجْتَ على الخليج نُفوسَهُمْ. . . غَضَباً وأنْتَ بِمْثِلهَا مُسْتَتامُ
أو يكون تجانسهما في الحروف دون المعنى، ومثل له بقول الشاعر:
يا صاحِ إنٌ أخَاكَ الصبَ مَهْمُومُ. . . فَارْفِقْ بِهِ إن لوم العَاشِقُ اللُّومُ. . .
أى اللؤم.
وبقوله تعالى: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ،
وقوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) . . .
وبقوله عليَه الصلاة والسلام:
" عصيّة عصت الله، وغفَار غفر الله لها ".
ومن الشعر بقول أبى تمام:
جَلاَ ظلُلماتِ الظُلم عَنْ وَجْهِ أُمَّةِ. . . أضَاءَ لهَا مِنْ كَوكَبِ الحقِّ آفِلُهْ
وقد ساق كثيراً غير الذي ذكرناه.
وهو: إن لم يقسم الجناس إلى أنواعه المعروفة.
فإن كثرة الأمثلة التي ساقها كانت دليلاً للمتأخرين الذين نظروا فيها
وتوصلوا إلى وضع أقسام الجناس المختلفة وضبطها.