للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو - لهذا - يقتصر في أمثلته على غير القرآن والحديث.

ولم يذكر له تعريفاً كما صنع في الأنواع الأربعة السابقة، وأمثلته التي ذكرناها لم تبلغ من حيث الإفاضة مثل ما أفاض في غيره.

ويبدو من هذا كله أن ابن المعتز - وهو الشاعر الرقيق الحس والناقد الحاد الذكاء - لم يرتح لهذا الفن لجريه على طريقة

أهل المنطق، كما جاء في كتاب " الصناعتين " لأبى هلال.

ونرى أبا هلال يحذ حذو ابن المعتز في أن القرآن يخلو من استخدام المذهب

الكلامى، أو هو - على الأقل - يردد ما قاله ابن المعتز، ثم يمثل له من غير

القرآن ومن غير الأحاديث، والباحث المدقق إذا نظر إلى هذا الفن - المذهب الكلامى - من حيث تعريفه عندهم ومن حيث الأمثلة التي ذكروها - تطبيقاً عليه - لا يعدم له مثالاً أو أمثلة في القرآن الكريم بل والسنة. والحُجة التي ذكروها وهي " التكلف ". ليست بلازمة في المذهب الكلامى. وهي عيب اشترط النقاد براءة البديع كله منه لا المذهب الكلامى فحسب.

فكلما استخدم القرآن البديع بألوانه المختلفة - خالياً من كل عيب - استخدم - كذلك - المذهب الكلامى - خالياً من عيب التكلف وغيره من العيوب الأخرى.

وحسبنا أن نذكر أن له أمثلة من القرآن، لا تختلف مع ما ذكروه من أمثلة

عليه من خارج القرآن، من حيث اندراجها تحت التعريف.

جاء في هامش " الصناعتين " ما يأتى:

" قالوا في تعريفه: هو إيراد حُجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام.

وهو أن تكون المقدمات بعد تسليمها مستلزمة للمطلوب. .

وعلى ذلك لم يستشهد على المذهب الكلامى بأعظم من شواهد القرآن، وأوضح الأدلة في شواهد هذا النوع قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) ، قالوا فى

<<  <  ج: ص:  >  >>