وقال في وصف الوِلْدَان:(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (١٩) .
فى هذه النصوص الكريمة شُبّهت الحور بالبَيْض المكنون في الأداحى. وبه
تُشَبه العرب النساء وتسميهن " بيضات الخدور ". -
ونلمح في هذا التشبيه معنيين هما: الرقة والبياض.
وهذان وصفان راجعان إلى جمال الأنثى الحسي. وإن كانت الرقة أقرب إلى الجمال النفسي منها إلى الحسي. ولأنهما راجعان إلى ما ذكرنا. فهما لا يكفيان وحدهما في المدح والثناء. بل لا بدَّ من وصف آخر يكمل النعمة. وصف آخر خُلقى لأن المرأة لا تُمدح لجمالها وحده فجمالها قد يرديها كما جاء ذلك في الحديث الشريف.
وقد تكفل بهذا الوصف الخُلقى قوله تعالى:(مَكْنُونٌ) أي محفوظ
مصون، وهذا معناه العفة وقصر استمتاعهن على أزواجهن.
وقد أكَّد هذا قوله تعالى:(قَاصِراتُ الطَّرْفِ) ، وقوله:(حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِى
الخِيَامِ) . . وهذا أقصى ما يتَطلبه الحر في المرأة.
وكما نلمح في تشبيههن بالياقوت والمرجان معنى النفاسة والزكاوة.
لأن مَن يملك شيئاً من هذين النوعين فهو عليه حريص وبه معتز.
وكذلك قوله تعالى:(كَأمْثَالِ اللُؤلؤِ المكْنُونِ) . . لأن اللؤلؤ قسيم
الياقوت والمرجان فيما ثبت لهما من المعاني الشريفة والنضارة واللمعان.