ثالثاً - طول يوم القيامة:
ويقابل قصر المدة السابقة على يوم القيامة. طول اليوم نفسه، أي طول يوم
القيامة، وفي هذا وردت النصوص الآتية:
قال سبحانه: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤) .
وقال سبحانه: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) .
وقال سبحانه: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥) .
هذه ثلات آيات تصف يوماً يتبادر إلى الذهن وشاع عند الناس أنه يوم
القيامة، ولذلك آثرنا تسجيل هذه الآيات الثلاث هنا لندرسها من خلال آراء العلماء فيها وما يبدو للنظر من توجيه.
وأول ما يُلاحَظ على هذه الآيات أن اثنتين منها تصف اليوم في الطول بألف
سنة، والأخرى تصفه - في الطول أيضاً - بخمسين ألف سنة.
وهذا الاختلاف في الوصف يحمل على الاعتقاد بأن اليوم الوارد في الآيات
الثلاث ليس المراد به يوماً واحداً، بل يومان على الأقل.
لذلك اهتم العلماء بالبحث في هذا الإشكال.
ويتلخص رأى الخطيب الإسكافي في التمييز بين اليوم الموصوف بألف سنة
وهو الوارد في سورتى الحج والسجدة، ويين اليوم الموصوف بخمسين ألف سنة وهو الوارد في سورة المعارج.