وهى في المواضع الثلاثة الأولى جاءت على طريق المجاز، استعارة تصريحية
تبعية، ويمكن حملها على المجاز المركب - كما سبق - عن الزمخشري فى
توجيه المجاز في " ختم ".
كما يلاحَظ أن الاستعمال المجازي هنا - بل وغير المجازي - مصحوب
بوصف يؤكد المعنى ويقويه وقد سبق نظيره في مادتي " طبع " و " ختم ".
* *
ثانياً - في شأن المنافقين:
أما المنافقون. . فقد بدأ الله قصتهم بمطلع مجمل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) .
وطائفة المنافقين معقدة الأحوال. لها ظاهر طيب. وباطن خبيث.
ولهذا سلك القرآن في حديثه عنهم مسلكاً فيه شيء من تفصيل إذا ما قيس
بحديثه عن طائفة الكافرين.
فقد جاء حديثهم في إحدى عشرة آية من نص
بلغت جملة آياته خمس عشرة آية.
وقد اشتمل حديث القرآن عنهم على صور من المجاز والمعاني والبديع. .
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) .
تشتمل هذه الآية على صغرها على إجمال قصة الكافرين.
وتحتوي على أصول القضية وفروعها وإثبات الإيمان في صدر الآية حسب مدعاهم ونفيه عنهم فى عجزها.
حسب عدم الله بهم. يمثل عند البلغاء ما يسمونه طباق السلب،
وأثره في جمال الأسلوب واضح.
وقد ذكر الله في الرد عليهم: (وَمَا هُم بمُؤْمنينَ) غير معد الوصف
ب " مؤمنين " إلى معمول. فما هم بمؤمنين باللهَ ولا بَاليوم الآخر. وذكرهما فى