(أ) إذا كانت فعلاً. وهي كذلك في موضع واحد. وهو آية الشعراء
حكاية عن إبراهيم عليه السلام: (وَإذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) .
(ب) إذا كان وصفاً مشتقاً - مفرداً كان أو مجموعاً - وهي في هذه
الحالة لا ترد إلا في مقام التشريع وتيسير الأحكام.
والمتتبع لمواضعها التي أثبتناها - قبلاً - يجد المادة موزعة حسب المنهج
الذي شرحناه.
وهذه سمة من سمات الأسلوب القرآني ودعامة من دعامات إعجازه مثيرة
مدهشة، فيها دقة وعمق نظر.
أما الدقة. . فلالتزام هذا المنهج الفريد وما كان هناك حَرَج لو خولف لا فى
واقع اللغة ولا في طبيعة الأسلوب.
وأما عمق النظر. . فللبحث عن سر هذا الالتزام وما روعي فيه من لطائف
ودقائق يعز فهمها وتوجيهها.
* * *
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥) .
دعوى الإيمان من المنافقين غير رائجة.
أما نسبتهم الكفر إلى أنفسهم فرائجة ما في ذلك شك.
والخطاب في الشق الأول من الآية مع مؤمنين ينكرون كل
الإنكار أن يؤمن أهل النفاق.
والخطاب في الشق الثاني منها موجه إلى شياطينهم.
وهم لا ينكرون أنهم معهم باقون على الكفر والنفاق.
* *