١ - إذ خوطبوا ليتبعوا ما أنزل الله من البينات والهدى تمسكوا بما وجدوا
عليه آباءهم من عقائد ضالة ونحل فاسدة قائلين: (بَلْ نَتبِعُ مَا ألفَيْنَا عَليْهِ
آباءَنَا) .
٢ - وإذا تدارسوا الموضع فيما بينهم بُغية الوصول إلى موقف يتخذونه قالوا: (أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) .
أو قالوا: (لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (٤٠) .
٣ - وإذا خاطبوا الرسل أو أشياعهم المؤمنين قالوا: (إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا) .
أو قالوا: (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (٤٧) .
٤ - وإذا مثلوا أمام ربهم لم يستطيعوا تمويه وجه الحقيقة تمنوا لو تعاد لهم
الكرة فيؤمنوا ويتبعوا الرسل قائلين: (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) .
فهنا - كما قلنا - معايير للفضيلة مختلفة.
ولذلك إذا أرادوا إثباتها لأنفسهم جاءت الكلمة مثبتة.
والغرض من إثباتها حينئذ إثبات الفضيلة - حسب زعمهم - إلى أنفسهم.
أما حين يخاطبون المؤمنين فإثبات هذه الكلمة دليل الذم - في نظرهم - فهم
مثلاً لا يتبعون الهدى لأنهم لو اتبعوه شردوا في الأرض. ومزقوا كل ممزق،
فالعزة عندهم في البقاء على الضلال.
والهوان في الدخول في الدين وإتباع تعاليمه.
ألا ساء ما يحكمون.