والمتتبع لاستعمال القرآن لمادة " إصر " يصل إلى الحقائق الآتية:
١ - أن تكون بمعنى المشقة والعناء وذلك في موضعين:
أحدهما: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ) .
ثانيهما: (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا) .
والإصر فيهما استعارة أصلية تصريحية - كما سبق - وقد سبقه استعارة
مرشحة في الموضعين فالترشيح في الأولى " يضع ". والترشيح في الثانية
"تحمل ". . وكلاهما من ملائمات المشبه على القول بأن الإصر من معانيه:
الحمل الثقيل.
٢ - أن تكون بمعنى العهد الموثق. ومثاله قوله تعالى:
(أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي) .
وتشبيه العهد بالإصر - على ما يرى الراغب - أنه يؤدى بناقضه إلى
الحرمان من الخيرات ويثبطه عنها.
والأولى أن يشبه العهد المؤكد بالإصر بمعنى الحمل الثقيل من حيث التزام
المعاهد بالوفاء بالعهد. ويكون المعنى - هنا - عظم العهد نفسه وخطورة
المسئولية فيه.
والخلاصة: أن هذه المادة لم تُستعمل في القرآن إلا مجازاً ولم تأت فيه إلا
اسماً منكراً في موضع ومعرفاً في موضعين.
أما الأغلال فهى - كذلك - استعارة تصريحية أصلية.
وتكاد تصور بجرسها وموسيقاها المعنى المراد منها.
* *