وقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الماكِرِينَ) .
وقوله تعالى: (يَدُ اللهِ فَوْقَ أُيْدِيهِمْ) .
وقوله تعالى: (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦) .
وقوله تعالى: (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) .
وقوله تعالى: (إن تَسْخَرُواْ مِنا فَإنا نَسْخَرُ مِنكُمْ) .
هذه بعض النصوص التي وردت على أسلوب المشاكلة
من القرآن الكريم وهى ذات ملامح بلاغية آسرة.
ولنأخذ لذلك أمثلة:
فى قوله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيًئَةٍ سَيًئَةٌ مَثْلهَا) .
على طريق المجاز المرسل الذي علاقته السببية،
لأنه مسبب عن السيئة وهذا تعبير اقتضاه الحال
لأن فاعل السوء قمين بأن يُساء إليه، فإطلاق السيئة على الجزاء أوقع لإقلاعه عن عمل السيئات وألم على نفسه، لأن النفس ترهب أن تُعامَل بالسوء.
وكذلك قوله تعالى: (فَاعْتَدُواْ عَليْه) .
وقوله تعالى: (فَإنا نَسْخَرُ منكُمْ) . . سمى الجزاء كذلك اعتداءً وسخرية
ليكون أوقع في نفس المعتدي فيكَف عن الاعتداء، وفي نفس الساخر ليُقلع
عما هو فيه.
أما في نحو قوله تعالى: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللهُ) . . أي جازاهم على
مكرهم - فإن العدول إلى لفظ " المكر " في جانب الله لتربية الرهبة في نفوس
الماكرين لأن الويل كله لمن مكر الله عليه.