فيها من الأحكام والمتانة ما تراه، ولكن ما أظنك تجد لها من سورة الطرب
وارتياح النفس ما تجده لقول بعض الأعراب:
أقولُ لِصَاحبي والعِيسُ تَهْوِي. . . بِنَا بَيْنَ المُنِيفَةِ فالضِّمَار*
تمَتعْ مِنْ شِميم عَرَارِ نجْدٍ. . . فَمَا بَعْدَ العَشِيَّةِ من عَرَارِ*
ألاَيا حبذَا نَفَحَات نجد. . . وَرَيا رَوْضه غِب القِطارِ
وَعَيْشُك إذِْ يَحِل القومُ نجداً. . . وأنْتَ عَلَىَ زَمَانِك غَيْرُ زارِ
شُهُورٌ يَنْقضينَ ومَا شَعَرنا. . . بِأنْصَافٍ لهُنَ ولاَ سِرَارِ
فَأمَّا ليْلُهُنً فَخَيْرُ ليْلٍ. . . وَأقْصَرُ مَا يَكُونُ من النهارِ
فهوَ كما تراه - بعيد عن الصنعة. فارغ الألفاظ سهل الأخذ قريب التناول،
وكانت العرب إنما تفاضل بين الشعر اء في الجودة والحُسن بشرف المعنى وصحته وجزالة اللفظ واستقامته، وتُسلْم السبق فيه لمن وصف فأصاب وشبَّه فقارب. .
* وهو في هذين النموجين ينقد ويوازن.
ويأخذ الجرجانى في إيراد أمثلة للاستعارة الحسنة والقبيحة ويتحدث - مثلاً
- عن التجنيس المطلق والتجنيس المستوفى والناقص والمضاف،. إلخ.
وتراه أحياناً مصححاً لأخطاء وقع فيها بعض الناس. كأن يخلطوا بين
الاستعارة والتشبيه، فتراه يقول في بيت أبى نواس:
وَالحُبُّ ظهْر أنتَ رَاكِبُهُ. . . فَإذَا صَرَفْتَ عَنَانَهُ انْصَرَفَا
ولستُ أرى هذا وما أشبهه استعارة وإنما معنى البيت: أن الحب ظهر أو مثل
ظهر. . أو الحب كظهر تديره كيف شئتَ إذا ملكت عنانه. .
فهو إما ضرب مثل أو تشبيه شيء بشيء.