فقد خطأ نصيب الشاعر الكميت في قوله:
أمْ هَلْ ظعَائِنُ بِالعُليَا رَافِعَة. . . وَإن تَكَامَلَ فِيهَا الدَلُ والشَنَبُ
قال نصيب للكميت: أين الدل من الشنب، ألا قلت كما قال ذو الرمة:
لمْيَاءُ فِى شَفِتيِهَا حَوة لعَسٌ. . . وَفِى اللثَاتِ وَفِى أنْيَابِهَا الشَنَبُ
فإن الشنب يُذكر مع اللمس، والدل ئذكر مع الغنج.
وبمثل هذا عاب ابن الأثير قول أبى نواس يصف الديك:
لهُ اعْتِدَالٌ وَانْتِصَابٌ قَدٍّ. . . وَجِلدُهُ يُشْبِهُ وَشْىَ البرَد
كَأَنَّهَا الهِدَابُ فِى الفِرند. . . مَحْدُوبُ الظهْرِكَرِيمُ الجد
لأنه ذكر الظهر وقرنه بالجد. وهذا لا يناسب هذا، لأن الظهر من جهة الخلق والجد من جهة النسب.
وكذلك خطأه في قوله:
وَقَدْحَلِفتُ يَمِيناً. . . مَبْرُورَة لا تَكْذِب
بِرَبِّ زَمْزَم والحَوضُ. . . وَالصَفَا وَالمِحْصَب
لأن ذكر الحوض مع الصفا والمحصب غير مناسب.
وإنما يُذكر الحوض مع الصراط والميزان.
وجاء التكرار في القرآن فعزب وراق.
كقوله تعالى: (الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) .
وقوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٨) .