زوجات، وخلّف خمسة أولاد عليًّا وخديجة وآمنة، وأمهم تركمانية، وموسى - يعني نفسه - وأَمَة الرحيم، وأمهما زين العرب بنت نصر الله. ثم قال: والنسب الذي ذكرناه، رواه عنه ولده أبو الحسين علي، فقال: أظهره لي أبي قبل وفاته، لأعلم أنَّ الصَّدقة لا تحلُّ لنا.
وكان الملك الأشرف يحترمه ويعظِّمه، وكذلك أخوه الصالح، ولما قدم الملك الكامل دمشق طلب من عند الملك الأشرف أن يجمع بينه وبين الشيخ الفقيه ليراه، فأُقدم من بعلبكّ، فلما رآه عَظُمَ في عينه، وأرسلَ إليه مالًا فلم يقبله، ولما تملَّك الملك الصالح نَجْم الدين أيوب البلاد، قالوا له عنه: إنه يميل إلى عمك إسماعيل، فبقي عنده منه شيء، فلما اجتمع به بالغ في إكرامه ولم يشتغل عنه بغيره، فلما فارقه أخذ في الثناء عليه، فقيل له: إلّا أنّه يحب عمك الصالح إسماعيل، فقال: حاشى ذاك الوجه المليح. وقد قدم في أواخر عمره دمشقَ في سنة خمس وخمسين السلطان الملك الناصر إلى زيارته بزاوية الفرنثي وتأدَّب معه، وعظَّمه واستعرض حوائجه، وكان ﵀ يكره الاجتماع بالملوك ولا يؤثره، ولا يقبل إلا هديّة من مأكول، ويجود.
قلت: قد خدمه مدةً شيخُنا علي بن زين الدين أحمد بن عبد الدائم، فقال: كان الشيخ الفقيه له أوراد لو جاء ملك من الملوك ما أخَّرها عن وقتها، وما كان يرى إظهار الكرامات، ويقول: كما أوجب الله على الأنبياء إظهارَ المعجزات، أوجب على الأولياء إخفاءَ الكرامات.
قال: وذكروا عنده الكرامات، فقال: ما لكم؟ أيش الكرامات، كنت عند الشيخ عبد الله وأنا صغير، فكان عنده بغادِدَة يعملون مجاهَدات،