فكنت أرى من يخرج من باب دمشق، وأرى الدنيا قدامي مثل الوردة، فكنت أقول للشيخ: يا سيدي، يجيء إلى عندك أناس من دمشق ومعهم كذا وكذا، وناس من حمص ومن مصر، فإذا جاء ما أقوله، يقولون: يا سيدي، نحن نعمل مجاهدات وما نرى هذا، وهذا يرى! فيقول: هذا ما هو بالمجاهدات هذا موهبة من الله.
وذكر خطيب زَمْلكا ابنُ العز عمر في مناقب الشيخ: أخبرني إسرائيل بن إبراهيم العارف قال: طلب الشيخ الفقيه من عثمان شيخ دير ناعس قضيّة، قال: فقضيت الحاجة، فقال الشيخ الفقيه له: أحسنت يا شيخ عثمان، قال: فقال فقير لعثمان: يا سيدي، أنت ما عندك مثل الشيخ الفقيه، هلّا قام هو في هذا بنفسه، فقال: الخليفةُ إذا أراد أمرًا، يأمر بعضِ من عنده يقوم فيه.
قال الإمام فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف الحنبلي: حدَّثني الشيخ عثمان قال: كان في خاطري ثلاث مسائل أريد أن أسأل الشيخ الفقيه عنها، فأجابني عنها قبل أن أسأله.
وقال شمس الدين حسين بن المَوّاق: كان الشيخ الفقيه حسنَ المحاورة ما كنت أشتهي أن أفارقه من فصاحته.
وذكر إبراهيم ابن الشيخ عثمان بدير ناعس عن أبيه قال: قُطِب الشيخ الفقيه ثمان عشرة سنة.
وقال الإمام تقي الدين بن الواسطي: رأيت للشيخ الفقيه رؤيا تدل على أنه أُعطيَ ولاية.
قال: وسمعت قاضي القضاة ابن الصائغ يقول: سأل الملك الأشرف