للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ الفقيه بأن يريه كرامةً، قال: أيش هذا، فلما أراد الخروج بادر الأشرف فقدم مَدَاسه، فقال الشيخ: هذا الذي كنت تطلب قد رأيتَه، أنت الملك الأشرف ابن الملك العادل، وأنا ابن واحد من يُونين، تقدّم مداسي.

حدثني شيخنا أبو الحسين: أنَّ أباه توضأ بقلعة دمشق على البِركة، فلما فرغ رأيت الملك الأشرف نقض لفّةً من عمامته لأبي يستنشف بها.

قال ابن الحاجب: كان الشيخ مليح الشيبة، حسن الشكل والصورة، زاهدًا وقورًا، ظريف الشمائل، مليح الحركات، حميد المساعي، بَشُوش الوجه، له الصِّيت المشهور، والإفضال على المنتابين، وكان من المقبولين المعظَّمين عند الملوك.

قلت: سمعت شيخنا أبا الحسين يقول: قدم الملك الأشرف بعلبكَّ فجاء إلى دار، والدي، فنزل ودقَّ، الباب فقيل: من ذا؟ فقال: المملوك موسى.

توفي الشيخ الفقيه في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وست مئة ببعلبكّ، ودفن عند الباب بجانب عبد الله اليونيني، وقبره ظاهر يُزار.

قرأت "الأحكام الكبرى" للحافظ عبد الغني على أبي الحسين الحافظ بسماعه من أبيه، بسماعه من المؤلِّف، وقرأت القراءات العشرَ على أبي الحسين بها بسماعه من جماعة سمعوها من السِّلَفي، وبسماعه من والده بإجازته الصحيحة والعامَّة من السِّلفي.

وأما ما ذكره من أنه علويٌّ شريفٌ، فشيء لم أعرفه ولا تحقَّقتُه، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>