للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

غَلَبة، وضبط أوقاته إلّا بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة، أو التردُّد إلى الشيوخ، وترك كلَّ رفاهية وتنعُّم، مع تقوى وقناعة وورع وحُسْن مراقبة الله في السِّرّ والعلانية، وترك رُعونات النفس، من ثياب حسنة، ومآكل طيبة، وتجمُّل هيئة، بل طعامه جِلْف الخبز يابسه، ولباسه خام، وشَبَحتانية لطيفة، فرحمه الله ورضي عنه وجزاه عن العلم خيرًا.

ذكر صاحبه الشيخ أبو الحسن علي بن العطَّار: أنَّ الشيخ محيي الدين حدَّثه: أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسًا على مشايخه، شرحًا وتصحيحًا، درسين في "الوسيط"، ودرسًا في "المهذّب"، ودرسًا في "الجمع بين الصَّحيحين"، ودرسًا في صحيح مسلم"، ودرسًا في "اللُّمَع" لابن جِنِّي، ودرسًا في التَّصريف، ودرسًا في أصول الفقه، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين.

قال: وكنت أُعلِّق جميع ما يتعلق بها من شرح مُشكِل، ووضوح عِبارة، وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي، وخَطَرَ لي أن أشتغل بالطبّ واشتريت كتاب "القانون"، فأظلمَ قلبي، وبقيت أيامًا لا أقدِر على الاشتغال، فأفقت على نفسي، وبعت "القانون" فأنار قلبي.

قلت: لو سمع أولَ قدومه للَحِقَ الرَّشيد بن مَسلَمة ومكي بن علّان والكِبار، بقيَ مدةً لا يسمع الحديث.

سمع رضيَّ الدين بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الحَمَوي، وزين الدين بن عبد الدائم، والقاضي عماد الدين عبد الكريم بن الحَرَسْتاني، والحافظ زين الدين خالدًا، وتقي الدين بن أبي اليُسْر، والمفتي جمال الدين يحيى بن الصَّيْرفي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وخلقًا

<<  <  ج: ص:  >  >>