وكان مع طريقته مسلمًا، حسن العقيدة، ديِّنًا، لولا دخولُه في السحر والزَّوكَرة، ولما احتُضِر طلب ملك الأمراء لاجين فأتاه ليلًا إلى القلعة، فاجتمع به، فناوله عِقدَ جوهر له قيمة عظيمة ووهبه إياه، وأوصى إليه بما أحبَّ، وتُوفِّي، وبقي أتباعُه في القلعة وتطاول بهم الأمرُ، وأُهمل جانبُهم، وجاعوا وعَرُوا، فعمل النّجمُ يحيى فيهم أبياتًا، وبعث بها إلى النائب:
أَولَى بسِجنك أن يحيطَ ويقتفي … صِيدَ الملوك وأفخرَ العظماءِ
ما قدر فراش وحداد ونفْ … فَاطٍ وخَرْبندا إلى سقّاءِ
خدموا رسولًا ما لهم علمٌ بما … يُخفي وما يُبدي من الأشياءِ
لم يَتْبعوا هذا الرسولَ ديانةً … وطلَّاب علم واغتنام دعاءِ
بل رغبةً في نيل ما يتصدق الس … لطانُ من دُرٍّ وفَيضِ عطاءِ
ويؤمِّلون فواضلًا تأتيهِ من … لحمٍ وفاكهةٍ ومن حَلواءِ
نَفَروا من الكفّار والتجؤوا إلى ال … إسلام واتَّبعوا سبيلَ نَجاءِ