للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحديث، ولمَّا بعث إليه الملك الظاهر يقول: عيِّن مناصبك لمن تريد من أولادك، فقال: ما فيهم من يَصلُح، وهذه المدرسة الصالحية تصلح للقاضي تاج الدين، ففُوِّضت إليه بعده.

قال قطب الدين بن اليُونيني (١): كان مع شدته فيه حسنُ محاضرة بالنوادر والأشعار، وكان يَحضُر السَّماع، ويرقص ويتواجد.

مات في عاشر جمادى الأولى سنة ستين وست مئة، وشهد جنازته الملك الظاهر والخلق، وقال أبو شامة: شيَّعه الخاصُّ والعامُّ، ونزل السلطان، قال: وعمل التعزية في جامع العُقيبة.

قلت: كان مقتصدًا في لباسه، تاركًا للتكبُّر، مقدمًا في العلم والعمل، ومن نظر في تصانيفه عرف قدره.

حدَّثني أبو الحسن بن العطَّار عن جدي: أن والد الشيخ عز الدين كان نجارًا، وكان يؤم بمسجد الرَّحبة، ويؤدب الصبيان، وقال لي أبو الحسَن: إنَّ الصالح تلقّاه وبالغ في إكرامه، وبنى له في الصالحية.

قلت: حضر يومَ بيعة المستنصر أحمد فكان أوّلَ من بايعه، وتلاه الملكُ الظاهر، وقد ألَّف "القواعد الكبرى" (٢)، وفيها نفائس وبدائع.


(١) ذيل مرآة الزمان: ٢/ ١٧٥.
(٢) المسمَّى "قواعد الأحكام في مصالح الأنام"، وقد قال في هذا الكتاب ٢/ ١٨٦ فيما يخصُّ الرقص عند السَّماع: وأما الرقص والتصفيق فخِفَّة ورُعونة مشبهة لرعونة الإناث، لا يفعلها إلا راعن أو متصنِّع كذاب، وكيف يتأتى الرقصُ المتزن بأوزان الغناء ممن طاش لبُّه وذهب قلبُه، وقد قال : "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، ولم يكن أحد من هؤلاء الذين يُقتدى بهم يفعل شيئًا من ذلك. وإنما استحوَذَ الشيطانُ على قوم يظنون أن طربهم عند السماع إنما هو متعلِّق بالله ﷿، =

<<  <  ج: ص:  >  >>