للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يدخل علينا، ولي أخٌ صغير يُكنَى أبا عُمير، وكان له نُغَيرٌ يلعب به فمات، فدخل النبي ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: "ما شأنُه؟ " قالوا: مات نُغَيرُه، فقال: "أبا عُمير، ما فعل النُّغَير".

ارتحل من الإسكندرية مُتَوجِّهًا إلى بلده سَبْتةَ في حدود سنة ست وثمانين، فاستوطنها مع أبويه ملحوظًا بعين الخاصّة والعامة، ثم ارتحل إلى غَرناطة في أوائل سنة إحدى وتسعين، فتصدَّر للرواية والدراية، فكان مِمَّن صحبه ولازمه في جميع رحلته المشرقية ذاهبًا وراجعًا، مقتبسًا من علمه، ومتأسِّيًا بدينه وورعه: الوزيرُ الأصيلِ جملة الفضائل أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن الحكيم الرُّنْدِيّ اللَّخْمِيّ، وَرَدَ إلى غرناطة عند انفصاله من صحبة ابن رُشَيد المذكور، فأكرمه السلطان إكرامًا يليق به، إذ كان أوحدَ زمانه، أدبًا ونظمًا ونثرًا وفصاحة ورياسة وخَلْقًا وخُلُقًا، فرقّاه إلى أن صار كاتب سرِّه، فكان إذا نزل من خدمة السلطان كل يوم ينزل بنفسه إلى رؤية شيخه أبي عبد الله، فيستقضي حوائجه، وربما يباشر خدمته بنفسه في بعض الأحيان مع كثرة خُدّامه، ويقول له: كل ما أنا فيه من الخير، إنما هو ببركتك وبركة صحبتك، فلما شَغَرَ موضع خطيب في الجامع الأعظم من غَرناطة رتَّبُوه خطيبًا، ورتَّبوا له جامكيّة (١) على مصالح الجامع على إقرائه الحديث، وكان يشرح كل يوم حديثين من "البخاري" يتكلم على السَّند والمَتْن أحسن كلام وأفصحه، واتخذ أيامًا في الجمعة للرواية، وكل يوم درسًا في الفقه


(١) يعني: راتبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>