للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والأصول احتسابًا.

وكان ورعًا مقتصدًا، منقبضًا عن الناس، ذا هيبة ووَقار، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، يسارع في حوائج الناس بجَلْب المصالح ودرء المفاسد، كثير الإيثار على الفقراء والغرباء لا سيِّما طلاب العلم.

أقام بغرناطة خطيبًا إلى أن قُتل صاحبُه الوزير المذكور في شوّال سنة ثمان وسبع مئة، فضاق صدرُه، وربما سمع من السُّفهاء ما لا يَسُرُّه، فارتحل في أواخر السنة المذكورة إلى مدينة فاس، فتلقّاه أهلها وملكها بالبِرِّ والإكرام، وتصدَّر للدرس بها، وانطبقت عليه الفقهاء والمتفقِّهون من جميع المغرب، ثم شَغَرَت وظيفة بمراكُش من وظائف العلم والخطابة، فتولاهما سنةً، ومات له هناك معظم أولاده بسبب وباءٍ وقع بها، فضاق صدرُه واستقال، ورجع إلى فاس.

ومات بها ورضيَ عنه، في أوائل محرَّم سنة إحدى وعشرين وسبع مئة.

ومولده بقوله: في الثالث من شهر جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وست مئة.

حكى لي ابن المُرابط أنَّ شيخه ابن رُشَيد على مذهب أصحاب الحديث في الصفات يُمِرُّها ولا يتأوَّل، وأنه لما وليَ خطابة غرناطة انتقدوا عليه أنه يَسكُت هُنَيهةً لدعاء الاستفتاح، ويُسِرُّ البسملة، فعملوا فيه محضرًا بأنه ليس بمالكي، ليُغْروا به السلطان، فكفاه الله تعالى، ومات القاضي فجأة بحبَّة زيتون رقيقة، ثم جاء قاضٍ آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>