قلت: وسمع ببغداد كثيرًا من ابن أبي الدِّينةِ والموجودين، وله شعر كثير بالعربي وبالعجمي، ولولا إقبالُه على الحديث لما عُدَّ إِلَّا من الحكماء، وكان يتناول الخمر، وقيل: إنه صلح حالُه في الآخر وأفاق، وكان روضةَ معارف وبحرَ أخبار.
كتب إليَّ بالإجازة بمَرْويّاته، ولقيه شمسُ الدين ابن خلف وأخذ عنه، حدَّثني ابن المَطَري: أنه بلغه أن ابن الفُوَطيّ كان يترك الصلاة، ويدخل في بلايا، ويتعانى المُسكِر.
ذكر ابن الفُوَطي أنه طالع في التَّواريخ:"تاريخ" غُنجار، "تاريخ سمرقند" الادريسي، "تاريخ خوارزم"، "تاريخ" الحاكم، "تاريخ خراسان" للأبيوَرْدِي، "تاريخ مَرُو" للسَّمعاني، "تاريخ جُرْجان"، "تاريخ أصبهان" لابن مَردَويه، ولحمزة، ولابن مَندَه، "تاريخ قزوين" للرافعي، "تاريخ الرَّيّ" للآبيّ، "تاريخ مَرَاغة"، "تاريخ أرّان"، "تاريخ" ابن جرير، "تاريخ" الخطيب و "ذَيله"، "تواريخ" شيخنا تاج الدين علي بن أنجب الخازن، "المنتظم"، "الكامل"، "تاريخ البصرة" لابن دَهْجان، "تاريخ الكوفة" لابن مُجالد، "تاريخ واسط" للدُّبَيثيّ ولبَحْشَل، "تاريخ" سامراء وتكريت والموصل، و "تاريخ إرْبل" لابن المُستَوفي، "تاريخ مَيافارِقِين"، "تاريخ حلب" لعلّان، "تاريخ" ابن عساكر، "تاريخ" العميد ابن القَلانسي، "تاريخ مصر"، "تاريخ القَيروان" لأبي العرب ولابن رَشِيق، "تواريخ الأندلس"، "تاريخ صقلية"، "تاريخ اليمن". وسمى كتبًا أكثر مما ذكرتُ بكثير.
مات في المحرَّم سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة، وخلَّف ولدين أحدهما