قال لنا العزُّ الإربِلِي: أخذتُ عنه، وحدَّثَنا: أن بهاء الدين متولِّي أصبهان لازَمَه القُولنج، وكان سفّاكاً للدماء، فجمع له أبوه الوزير شمس الدين الجُويني أطبَّاءَ وحكماءَ بأصبهان نحو مئتي فاضل، منهم السيد رُكن الدين والتاج الخَوَافي والفخر قاضي هَرَاة وشمس الدين العُبيدي من تِبريز وشمس الدين الكِيشي والقُطب الشِّيرازي والنِّظام الأوْبهي الطبيب، فداوَوْه فما نفعَ لكونه كان لا يَحتمي، حتى بقي يُصرَع من القُولنج وضَعُف، فأعطاه الأوبهي ترياق بَرْشَعثا فسكَّن وجعه يومًا، ثم عاد، ثم عالجوه فما نَجَعَ، فأعطاه الأوبهي شربة بَرشَعثا فطابَ وأكل يومين، فاقتَصَر على معالجة الأوبهي وبقي أولئك مُعطَّلِين فحسدوه، وقالوا للخواصِّ: هذا يقتل مخدومَكم؛ لأن البرشعثا له غائلة تحلِّل الروح، فتواطؤوا على اغتيال الأوبهي، فعَرَفَ فالتَمَس من الملك السُّرعة إلى أوبَه، وهي قرية بما وراء النهر، فغضب الملكُ وحلف بحياة القان أبغا: لئن لم تكفُّوا عنه وإلا قتلتُ نفسي، فقالوا: إنما نقتله لسلامتك، وامتَنَع الأوبهي من علاجه بالبرشعثا، فزاد به القولنج فعالجوه بأشياء فلم تَنجَع، فطَلَب النِّظامَ وقال: اسقِني برشعثا، فامتَنع، فناوله ألف دينار فأخذها وسقاه، فطاب ثلاثة أيام، فوَصَلَه بألفي دينار، واختفى الأوبهي، وعَظُمَ القولنج بالملِك، فطلب مسلوقة بلحم خروف، فأكل من الكَبِد فصُرِعَ وأفاق، ثم غُشِي عليه، ثم مات ليومه، قال ابن الخوّام: سألتُ الأوبهي: لو عالجتَه أكان يَبرَأ؟ قال: لا، بل كان قد يعيش نحو شهرين بالملاطفة.
وقال ابن الخوّام: لمّا طلبني الصاحبُ علاء الدين قال لي: كم أربعةٌ في أربعة؟ فعرفت أنه يريد جواباً غير العادة، فقلت: أربعة في أربعة نصف