اثنين وثلاثين، وثُلُث ثمانية وأربعين، وخُمس ثمانين، وجزءٌ من كذا وكذا، فقال: حسبُك بانَ فضلُك.
قال الإربلي: كان العِمادُ يُصلح مِزاجَه بالمفرحات والمعاجين والمسموعات، ويشتري الوردَ الكثير يشدُّه على قَصَب ويشبّكه على الحيطان والسقف، وله من الكتب "القواعد البهائية" في الحساب و "المقدّمة" في الطب وغير ذلك، وهمُّوا بقتله عند مصرع رشيد الدولة، وشهدوا عليه بالكفر لأنَّه مدح "تفسير" الرشيد، وقال فيه: فهو إنساني ربَّاني، بل رب إنساني، تكاد تجلُّ عبارتُه بعد الباري؛ فقام عليه مُسافر العباسي وتقي الدين الزَّرِيراني الحاكم، وكفَّروا من قال ذلك، وذكروا أن البيِّنة قد قاربت الكمال، فدخل على قاضي القضاة القُطْب وأعطاه ذهبًا، وأسلَمَ على يديه سرًّا، فجَمَعَ له مجلسًا وحَكَم بحَقْن دمه، فقال محمد العلوي:
يا حزبَ إبليسَ ألا أبشروا … أنَّ فتى الخوَّامِ قد أسلما
وقال ممّا قال في كفرِه … أن رشيدَ الدين ربُّ السَّما
وقال لي شخصٌ خبيرٌ به … ما أسلم الشيخُ بلِ استسلَما
وقال المَطَري: سألت محيي الدين محمد ابن العاقولي عن مولد ابن الخوّام، فقال: أخبرني أنه ولد في ذي القَعدة سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
قال ابن رافع: ومات في سَلْخ ذي الحجة سنة ست وعشرين وسبع مئة، ودُفن بداره ببغداد، قلت: كان قد دخل في تصوُّف الفلاسفة، فالله تعالى أعلم به.