والأئمة، وروي بإجازة ابن رُوزْبة وابن بَهْروز وابن القَطِيعي والأنجَب الحَمّامي وياسمين بنت البَيْطار وجعفر الهَمْداني وخلقٍ كثير، وأبي بكر بن كمال وعبد الواحد بن نِزار وزَهْرة بنت حاضر، وقرأتُ عليه "الصحيح" بالعامَّة من داود بن معمر بن الفاخر، والله أعلم.
وانتَخَب عليه الحُفّاظ ورُحِلَ إليه من البلاد، وسمع منه أُممٌ لا يُحصَون، وتَزاحَموا عليه في سنة بضع عشرة وسبع مئة وإلى أن تُوفِّي، ونزل الناسُ بموته درجةً.
وكان صحيحَ التركيب، دمويَّ اللون، أشقر طويلًا، أبطأَ عنه الشيبُ، له هِمّة، وفيه عقل وفَهْم، يُصغي جيّدًا، وما رأيتُه نَعَسَ فيما أعلم، وكان في سمعه ثِقَل.
وكان في صِباه خيّاطًا، وكان يشدُّ السيفَ ويقف في الخِدْمة بالقلعة، ورأيته يوم عرض القلعية وعلى كتفه دبُّورة.
أتيتُه في سنة ست وسبع مئة فسألته عن عُمُره، فقال: أُحِقُّ حصارَ الناصر داود بدمشق؛ وكان الحصار في سنة ست وعشرين، وسُمِع منه في سنة ثلاثين هو وأخوته الثلاثة، وكان يسكن عند المعظَّمية.
وقد سأله قبلي بأيامٍ الشيخُ عَلَم الدين عن سنِّه، فقال: لي الآن ثلاث وثمانون سنة، أو اثنتان وثمانون سنة.
ولمّا قرأت عليه "الصحيح" بكفر بَطْنا في شعبان سنة عشرين وسبع مئة، كان يقول لهم: لي مئةُ سنة وسنة؛ فلعلَّه وَهِمَ، والعامِّيُّ إذا طال عمرُه يَغلَط فيه، وكان ربما أسمَعَ في بعض الأيام أكثرَ النهار بل سائره، وحَصَلَ له الذهبُ والخِلَع والدراهم، وتَطعَّم بالأخذ فصار يَطلُب على