للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تسميع الكتاب، ويرضي بالخمسين والستين، وقَرَّر له الدولةُ معلومًا نحو خمسة وأربعين درهمًا في الشهر بالقَلْعة، فكان مقدَّمَ الحجّارين، ثم ترك الخدمةَ في حدود سنة عشري وسبع مئة، وقُرّر له على بيت المال ثلاثون درهمًا، واستمرَّت فكان يتناولها.

قال لي: كان لأبي بدَيْر مقرن بستان وكُروم، فتَحوَّل إلى الصالحيّة ووليها نحوًا من أربعين سنة، وإن إخوته وهم: ناصر وخليفة ومحمد، كانوا حجَّارين بالقلعة، فخلّف خليفةُ بنتين تُوفِّيتا، ومحمد لم يتزوَّج، وناصر ترك بنتًا.

وقال لي: تزوَّجتُ أربعَ نِسوة، وجاءني أحدَ عشرَ ولدًا، وله بنتان تعيشان ثم ماتتا قبله، قال: وخلّف ابني ثلاثة أولاد، وخلف ابني عبد الرحمن خمسةً، ولبِنته فاطمة من أحمد الحِجّاوي أربعة أولاد، وقال: حججتُ سنةَ الطيّار.

قلت: وكان فيه دِين وملازَمة للصلاة ويصوم، ولكن أخّر الصلاة في السَّفر على رأي العَوامِّ ويقضي، وكان يحفظ ما يصلِّي به، وقال: كانت لي جِمال تَنقُل في الحجارة.

وقد صام وهو ابن مئة عام رمضانَ وأتبَعَه ستًّا من شوّال، وحُدِّثتُ: أنه في هذا السنِّ في الصيف اغتَسَل بماء بارد، وكان لا يتأخَّر عن غِشْيان الزوجة، ولما حدَّث بحمص استفتاه أهلُها عن عاقِّ والديه فقال: يُقتَل! وسُئل عن صومه ست من شوّال فتَلَا قوله: ﴿ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ﴾ [الأعراف: ١٤٢]!

وقال له صاحبي البالِسي رفيقه إلى حَمَاة: قد طلب الحَمَويُّون من

<<  <  ج: ص:  >  >>