ما يحكى عن قوم من المجانين والمتلاعبين بالدين: وأنهم يتعلقون بشيء يذكر عن عمرو بن معدي كرب لا يساوي ذكره لأنهم في هذا مخالفون أدلة القرآن ونصوص السنة المتواترة والإجماع المنعقد. وسميت الخمر خمرًا لأنها تخامر العقل، فإن قيل: يسمى كل ما يخامر العقل خمرًا أم لا؟ هذه مسألة اختلف الأصوليون فيها، فمن يرى منهم القياس في الأسماء جائزًا أطلق ذلك. وعلى ذلك يحمل قوله:{إنما الخمر} فيرى الخمر اسمًا عامًا لكل ما يخامر العقل ويجري عليه التحريم، إلا ما قام دليل على تخصيصه من لفظ الآية، هذا على القول بعموم ذلك اللفظ. ومن لا يرى القياس من الأصوليين يقول: وإن سميت الخمر خمرًا لأنها خامرت العقل فلا نقيس ذلك، ونقول: كل ما خامر العقل خمر؛ فهؤلاء لا يحملون لفظ الخمر في الآية إلا على ما أوقعته العرب عليه إلا أن يسمعوا عن العرب أن كل ما خامر العقل فهو خمر، فيطلقون عليه ذلك، ويحملون الآية على ما يحمله عليها الأولون؛ لأن هذا ليس بقياس يعد وإنما هو سماع. وقد اختلف في الخمر المحرمة ما هي اختلافًا كثيرًا، فذهب مالك وجمهور أهل العلم إلى أن كل مسكر