للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن العجمي (١)، وغيرهم.

وفي بغداد، كان فخر الإسلام رحمه اللَّه، يدرس في مدرسة لطيفة بناها لنفسه في (قراج ظفر)، فلما بنى تاج الملك أبو الغنائم (٢) مدرسة بباب برز، رتبه مدرسًا فيها سنة أربع وخمسمائة إلى حين وفاته سنة خمسمائة وسبع (٣).

والمدرسة النظامية التي بناها تاج الملك قد تولى التدريس بها قبله الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو نصر بن الصباغ صاحب الشامل، وأبو سعد المتولي (٤) صاحب تتمة الإبانة، وأبو حامد الغزالي (٥)، ويقول


(١) أبو طالب بن العجمي: عبد الرحمن بن الحسن الحلبي، الفقيه الشافعي، تفقه ببغداد على الشاشي، وأسعد الميهني، وسمع من ابن بنان، وله بحلب مدرسة كبيرة، عاش إحدى وثمانين سنة، ومات في شعبان سنة ٥٦١ هـ، أنظر "العبر" ٤/ ١٧٤، ١٧٥.
(٢) تاج الملك أبو الغنائم: هو المرزبان بن خسرو أبو الغنائم، المسمى تاج الملك، وهو الذي بنى التاجية ببغداد، وبنى تربة أبي إسحاق، وعمل لقبره ملبنًا، وكان قد زعم ملك شاه أن يستوزره بعد النظام فهلك ملك شاه، فتولى أمر ابنه محمود وخرج ليقاتل بركيا روق فقتل، وقطعه غلمان النظام إربًا إربًا، لما كانوا ينسبون اليه من قتل النظام، ومثلوا به، وذلك في ذي الحجة من سنة ٤٨٥ هـ، انظر "المنتظم" ٩/ ٧٤، وانظر "شذرات الذهب" ٤/ ٣١٩.
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي ٤/ ٥٨.
(٤) أبو سعد المتولي: عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري، شيخ الشافعية، تفقه بمرو علي الفوراني، وبمرو الروذ علي القاضي حسين، وتلميذ القاضي حسين، وهو صاحب التتمة، تمم به الإبانة لشيخه أبي القاسم الفوراني، وبرع في الفقه والأصول والخلاف، قال الذهبي: كان فقيهًا محققًا وحبرًا مدققًا، وقال ابن كثير: هو أحد أصحاب الوجوه في المذهب، توفي سنة ٤٧٨ هـ "شذرات الذهب" ٤/ ٣٥٨.
(٥) الغزالي: أبو حامد محمد بن أحمد الغزالي الطوسي، قال الخفاجي في "نسيم =

<<  <  ج: ص:  >  >>