للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن خلكان: وحكى لي بعض المشايخ من علماء المذهب أنه يوم ذكر الدرس، وضع منديله على عينيه، وبكى كثيرًا وهو جالس على السدة التي جرت عادةً المدرسين بالجلوس عليها، وأنشد:

خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن العناء تفرُّدي بالسؤددِ

وجعل فخر الإسلام يردد هذا البيت ويبكي، وهذا إنصاف منه، واعتراف لمن تقدمه بالفضل والرجحان عليه (١).

قال أبو القاسم الزنجاني (٢): كان أبو بكر الشاشي يتفقه معنا، وكان يسمى الجنيد (٣) لدينه وورعه وعلمه وزهده.


= الرياض شرح شفاء القاضي عياض" في ترجمته ما نصه: صاحب المؤلفات الجليلة الذي على كاهله فقه الشافعي، ولد بطوس سنة ٤٥٠ هـ، وصار مدرسًا بالمدرسة النظامية في بغداد، وأقام بدمشق عشر سنين، وتعلم على يد إمام الحرمين، والنصر المقدسي، وتوفي سنة ٥٠٥ هـ، عن خمس وخمسين سنة، ودفن بطوس، قال ابن تيمية بضاعته في الحديث مزجاة، ولذا أكثر من إيراد الموضوعات في كتبه، وأثر فيها من مقالات الفلاسفة، حتى قال صاحبه أبو بكر ابن العربي مع شدة تعظيمه له: شيخنا أبو حامد دخل الفلسفة، ثم أراد أن يخرج منها فما قدر، هذا وقد توفي وكتاب صحيح البخاري على صدره، انظر "التاج المكلل" ٣٨٨، ٣٨٩/ "ومفتاح السعادة ومصباح السيادة" ٢/ ٣٣٢، ٣٥٠.
(١) "وفيات الأعيان" ٣/ ٣٥٦، ٣٥٧.
(٢) أبو القاسم الزنجاني: هو يوسف بن علي بن محمد بن الحسين الزنجاني نسبة إلى (زنجان) بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل، وكنيته أبو القاسم، كان من أئمة أصحاب الشافعي وفحول النظار، إمامًا في الفقه، مرضي الطريقة، وكان الهراسي يفضله على جميع فقهاء بغداد، ويكتب تحت خطه في الفتاوى ويقول: لو كان بخراسان لرحلوا إليه، ولد سنة ٤٣٩ هـ، وتوفي سنة ٥٠٠ هـ، أنظر "الأسنوي" ٢/ ٦، "والمنتظم" ٩/ ١٥٤، ١٥٥، "والسبكي" ٥/ ٣٦٢.
(٣) الجنيد: هو أبو القاسم جنيد محمد بن جنيد النهاوندي، ثم البغدادي، أصله =

<<  <  ج: ص:  >  >>