للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدحه تلميذه أبو المجد معدان بن كثير البالسي (١) بقصيدة يقول فيها:

يا كعبة الفضل افتنا لِمَ لمْ يجبْ ... شرعًا على قصادك الإِحرامُ

ولما تضمخ زائريك بطيب ما ... تلقيه وهو على الحجيج حرامُ

وفخر الإِسلام رحمه اللَّه له شعر حسن، ومنه:

لو قيل لي، وهجر الصيف متقد ... وفي فؤادي جوى للحر يضطرمُ

أهم أحبُّ إليك اليوم تشهدهم ... أم شربة من زلال الماء قلت: هم (٢)


= من نهاوند ومولده ومنشؤه ووفاته ببغداد، كان إمامًا عالمًا مبرزًا في العلم والعمل، شيخ الزهاد والسالكين، تفقه على أبي ثور أحد أصحاب الشافعي ببغداد، وكان يفتي على مذهب الشافعي قال ذات يوم: ما أخرج اللَّه إلى الأرض علمًا، وجعل لخلقه إليه سبيلًا، إلا جعل لي فيه حظًا ونصيبًا. توفي رحمه اللَّه يوم السبت في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين، وعده العلماء شيخ مذهب التصوف لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة، ولكونه مصونًا من العقائد الذميمة، سالمًا من كل ما يوجب اعتراض الشرع، "طبقات الشافعية" لهداية اللَّه الحسيني ٣٩، "ووفيات الأعيان" ١/ ٣٢٣، وانظر "ضبط الأعلام" لأحمد بن تيمور باشا: ٣٢.
(١) معدان البالسي: أبو المجد معدان بن كثير بن الحسن البالسي، نسبة إلى بالس بلدة بالشام بين حلب والرقة، كان فقيهًا بارعًا، شاعرًا، ورعًا، مسنًا، له معرفة تامة باللغة والأدب، ورد بغداد وتفقه بها على الشاشي صاحب الحلية حتى برع، وسمع بها من جماعة، مدح شيخه الشاشي بقصيدة مطلعها: يا كعبة. . . ثم رجع إلى بلدة بالس وأقام بها إلى أن توفي تقريبًا سنة ٥٤٠ هـ، أنظر "الأسنوي" ١/ ٢٤٨، ٢٥٠.
(٢) "الأسنوي" ٣/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>