للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره أيضًا:

تعلَّم يا فتى والعود رطب ... وطينك لين والطبع قابلْ

فحسبك يا فتى شرفًا وفخرًا ... سكوت الحاضرين وأنت قائل (١)

ووقع بين فخر الإسلام وبين القاضي الدامغاني (٢)، فأنشأ فيه الشاشي:

حجاب وإعجاب وفرط تصلف ... ومدُّ يد نحو العُلى بتكلُّف

ولو كان هذا من وراء كفاءة ... لهان، ولكن من وراء تكلف


(١) "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" ٩/ ١٧٩.
(٢) القاضي الدامغاني: هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن حموية الدامفاني، أبو الحسن بن عبد اللَّه قاضي القضاة ابن قاضي القضاة، ولد في رجب سنة ٤٤٩ هـ وشهد عند أبيه أبي عبد اللَّه في سنة ٤٦٦ هـ، وفوض إليه القضاء بباب الطاق، واشتغل بالعلم، فقلده المستظهر قضاء القضاة في سنة ثمان وثمانين، ثم أقره المسترشد، ويروي الأزد: دخل أبو بكر الشاشي على قاضي القضاة الدامغاني زائرًا له، فما قام قاضي القضاة، فرجع الشاشي وما قعد، وكان ذلك في سنة نيف وثمانين، فما اجتمعا إلا بعد سنة خمسمائة في عزاء لابن الفقيه، فسبق الشاشي فجلس، فلما دخل الدامغاني قام الكل سوى الشاشي، فإنه ما تزحزح فكتب قاضي القضاة إلى المستظهر يشكو الشاشي، أنه ما احترم نائب الشرع، فكتب المستظهر ماذا أقول له؟ أكبر منك سنًا، وأفضل منك، وأورع منك، لو قمت له كان يقوم لك، وكتب الشاشي إلى المستظهر يقول: فعل في حقي وصنع، ووضع مرتبة العلم والشيوخة، وكتب في أثناء القصة البيتين: حجاب و. فكتب المستظهر في قصته: يمشي الشاشي إلى الدامغاني ويعتذر، فمضى امتثالًا للمراسم وكنا معه، فقام الدامغاني قيامًا تامًا وعانقه، واعتذر إليه، وجلسا طويلًا يتحدثان، وكان القاضي يقول: تكلم والدي في المسألة الفلانية، توفي سنة ٥١٣ هـ، "المنتظم" ٩/ ٢٠٨، ٢٠٩، وأنظر "شذرات الذهب" ٤/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>