للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي أبو الحسن الماوردي: والصحيح عندي أن ينظر في نزول السهم بعد ارتفاعه فإن انحط (فاترًا لحده) (١) لا يقطع مسافة، حسب عليه في الخطأ وإن (تدلى وفيه) (٢)، (بقية) (٣) حده (جاوبًا) (٤) في قطع مسافة، احتسب له إصابة فإن كان النضال بين حزبين (٥) جاز.

وحكي عن أبي علي بن أبي هريرة أنه قال: لا يجوز (٦).

والمذهب: الأول (٧).


(١) (فاترًا لحدة): في أ، ب وفي جـ فاتر لجده.
(٢) (تدلى وفيه): في جـ وفي أ، ب نزل في.
(٣) (بقية): في أ، ب وفي جـ ساقطة.
(٤) (جاوبا): في جـ وفي أ، ب حاربا/ من جاب أي خرق وقطع مختار الصحاح ١١٦ ومنه قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} سورة الفجر: ٩.
(٥) (حزبين): في المهذب ١: ٤٢٧ وفي جميع النسخ جزائين.
(٦) لأنه يأخذ كل واحد منهم بفعل غيره، وهذا فاسد، لأنهم إذا اشتركوا صار فعل جميعهم واحدًا. فاشتركوا في موجبه، لاشتراكهم في فعله مع ورود السنة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- برواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مر بقوم يرمون. . . . فدل على أنهم كانوا حزبين مشتركين، ولأن مقصود النضال التحريض على الاستعداد للحرب والجهاد، وهو بالأحزاب والمجموعات أشد تحريضًا وأكثر اجتهادًا، وأدعى إلى التنسيق بين أفراد الجماعة، وربطهم بالنظام والقيادة.
(٧) لما روى سلمة بن الأكوع قال: آتى علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن نترامى فقال: (حسن هذا لعبًا): (أرموا يا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا أرمو وأنا مع ابن الأدرع، فكف القوم أيديهم وقسيهم وقالوا: غَلَبَ يا رسول اللَّه من كنت معه، قال: أرموا وأنا معكم جميعًا) =

<<  <  ج: ص:  >  >>