(٢) مني الآدمي: يرى الحنفية: أن المني نجس، يجب غسله إن كان رطبًا، فإذا جف على الثوب، أجزأ فيه الفرك، لقوله عليه السلام لعائشة: "فاغسليه إن كان رطبًا وافركيه إن كان يابسًا". يقول الكمال بن الهمام: الذي في صحيح أبي عوانة عن عائشة قالت: "كنت أفرك المني من ثوب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا كان يابسًا، وأمسحه أو أغسله -شك الحميدي- إذا كان رطبًا، رواه الدارقطني ١/ ١٢٥، واغسله من غير شك، فهذا فعلها. وأما أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لها ذلك، فاللَّه أعلم، لكن الظاهر أن ذلك بعلم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، خصوصًا إذا تكرر منها، مع التفاته -صلى اللَّه عليه وسلم- أبي طهارة ثوبه، وفحصه عن حاله. وأظهر من الحديث السابق قولها: كنت أغسله من ثوب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه، "سنن الدارقطني" ١/ ١٢٥، فالظاهر أنه يحس ببلل ثوبه، وهو موجب الالتفات إلى حال الثوب، والفحص عن خبره، =