للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن أصحابنا من قال: إن كان المسجد كبيرًا والخلق كثيرًا جهر (به) (١) المأموم، وإن كان صغيرًا يسمعون تأمين الإمام لم يجهر المأموم، فإن نسي التأمين حتى شرع في السورة لم يأت به، وقيل؛ يأتي (به) (٢)، والأول أصح.

فإن لم يحسن الفاتحة وأحسن غيرها من القرآن، قرأ سبع آيات، وهل يعتبر أن يكون فيها بعدد حروف الفاتحة؟ فيه قولان:

أصحهما: أنه يعتبر ذلك. فإن لم يحسن شيئًا من القرآن أتى بذكر، وفي قدره وجهان:

قال أبو إسحاق: يأتي من الذكر بمقدار حروف الفاتحة.

وقال أبو علي الطبري: يأتي بما نص عليه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من غير زيادة، وهو سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إِلا باللَّه (٣)، والمذهب الأول.

فإن أحسن آية من الفاتحة، وأحسن غيرها من القرآن، ففيه وجهان:

أصحهما: أنه يقرأ الآية، ثم يقرأ ست آيات من غيرها.

والثاني: أنه يكرر الآية، وحكى الشيخ أبو حامد في ذلك قولين:


(١) (به): فى جـ.
(٢) (به): في ب، جـ، وساقطة من أ.
(٣) لما روى عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي اللَّه عنه "أن رجلًا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "إني لا أستطيع أن أحفظ شيئًا من القرآن، فعلمني ما يجزئني في الصلاة، فقال: قل: سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللَّه" رواه أحمد وأبو داود والنسائي والدارقطني ولفظه "فقال: "لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلمني ما يجزئني في صلاتي فذكره"، "نيل الأوطار" ٢/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>