(٢) واستدل على ذلك: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والخلفاء من بعده، لم يقيموا الجمعة إلا فى مكان واحد في مسجد واحد، "المجموع" ٤/ ٤٥٣. (٣) لأن بغداد بلد عظيم، وقد دخل الشافعي بغداد وهم يقيمون الجمعة في موضعين، وقيل: في ثلاثة، فلم ينكر ذلك، وقد اختلف أصحاب الشافعي في الجواب عن ذلك، وفي حكم بغداد في الجمعة على أربعة أوجه: الأولى: أن الزيادة على جمعة في بغداد جائزة، وإنما جازت، لأنه بلد كبير يشق اجتماعهم في موضع منه، وهذا هو الصحيح، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. الثاني: لأن نهرها يحول بين جانبيها، فيجعلها كبلدين. الثالث: لأنها كانت قرى متفرقة قديمة، اتصلت الأبنية، فأجري عليها حكمها القديم. الرابع: لا تجوز الزيادة على جمعة في بغداد، ولا في غيرها، "التنبيه" للشيرازي: ٣١، و"المهذب" مع "المجموع" ٤/ ٤٥٤، و"عمد السالك وعدة الناسك"، و"فيض الإله المالك في حل ألفاظ عمدة السالك وعدة الناسك" ١/ ١٩٨، والصحيح: هو الوجه الأول، وهو الجواز في موضعين وأكثر بحسب الحاجة، وعسر الاجتماع، واللَّه أعلم.