للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يكره الدفن بالليل (١).

وقال الحسن: يكره.

(فإن) (٢) دفن قبل الغسل، نبش وغسل، إذا لم يكن قد تقطع (٣).

وقال أصحاب أبي حنيفة: إذا أهيل عليه التراب قبل الغسل، لم ينبش.


(١) لما روى جابر رضي اللَّه عنه قال: "زجر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" رواه مسلم ٧/ ١٠، ١١ وهذا دليل الحسن البصري، فإنه كره الدفن ليلًا. أما من يقول في عدم الكرامة، فإنهم يستدلون:
١ - حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مر بقبر دفن ليلًا فقال: متى دفن هذا؟ فقالوا: البارحة، قال: أفلا آذنتموني؟ قالوا: دفناه في ظلمة الليل، فكرهنا أن نوقظك، فصلى عليه" رواه البخاري "فتح الباري" ٣/ ٣٦٠.
٢ - وعن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنهما قال: "رأى ناس نارًا في المقبرة فأتوها، فإذا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في القبر، وإذا هو يقول: ناولوني صاحبكم، وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر" رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم، واحتج به أبو داود في المسألة، "سنن أبي داود" ٢/ ١٧٩.
٣ - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: "أن أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه، لم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح"، رواه البخاري في الصحيح عن معلى بن أسد، "السنن الكبرى" للبيهقي ٤/ ٣١.
(٢) (فإن): ب، أ، وفي جـ: وأن.
(٣) لأنه واجب مقدور عليه فوجب فعله.

<<  <  ج: ص:  >  >>