للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيخ الإمام أبو إسحاق (١) رحمه اللَّه: حصل من ذلك ثلاث طرق وهي:

(الأولى) (٢): في الماء والثوب جميعًا، وأسقط (٣) ما زاد على ذلك، إذا (مات) (٤) ما ليس له نفس سائلة من ذباب، أو زنبور في ماء قليل، أو طعام لم ينجسه في أحد القولين، وهو لأصح للناس (٥).


(١) أبو إسحاق الشيرازي: ولد إبراهيم بن علي بن يوسف سنة ٣٩٣ هـ في بلدة فيروز أباد جنوب شيبراز بـ ١١٥ كلم، وله تصانيف متعددة منها "المهذب في المذهب" وسماه حاجي خليفة، و"المهذب في الفروع"، وكان سبب تصنيفه: أنه بلغه قول ابن الصباغ: إذا اصطلح الشافعي وأبو حنيفة، ذهب علم الشيرازي، يعني أن علمه هو مسائل الخلاف بينهما، فإذا اتفقا، ارتفع ذلك الخلاف، وكتاب "التنبيه في الفقه"، و"النكت في الخلاف"، و"التبصرة"، و"طبقات الفقهاء"، وتوفي رحمه اللَّه سنة ٤٧٦ هـ، "طبقات الفقهاء" ٥/ ١٩، ٢٠.
(٢) وفي جـ الأولة.
(٣) وفي ب - وأسقط على ما زاد على ذلك.
(٤) وفي أ - إذا كان وهو تصحيف من الناسخ.
(٥) لما روي أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء"، "المهذب" ١/ ١٣، رواه البخاري بمعناه من رواية أبي هريرة، "الفتح الباري" ٧/ ١٦٥، ورواه أبو داود في "سننه"، "مختصر السنن" لأبي داود للخطابي ٥/ ٣٤١، ورواه البيهقي من رواية أبي سعيد الخدري، "مجموع" ١/ ١٧٩.
قال الخطابي: وقد تكلم على هذا الحديث بعض من لا خلاق له وقال: كيف يكون هذا؟ وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة؟ وكيف تعلم ذلك من نفسها حتى تقدم جناح الداء، وتؤخر جناح الشفاء، وما أربها إلى ذلك؟ قلت: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، وأن الذي يجد نفسه ونفوس عامة =

<<  <  ج: ص:  >  >>