للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من الورع والدين وسلوك سبيل الأقدمين على سَنَن ويقين، إن الله مع المتقين.

صادع بالحق لا يخاف لومة لائم، صادق في النية لا يخشى بطشة ظالم، صابر وإن ازدحمت الضَّرَاغم. . .

شيخ الوقت حالًا وعلمًا، وإمام التحقيق حقيقةً ورَسْمًا، وعَلَم الأعلام فِعْلًا واسمًا:

إذا تَغلغل فِكْرُ المرء في طَرَفٍ ... مِن مجده غَرِقَتْ فيه خَواطِرُهُ (١)

لا يرى الدنيا إلا هباءً منثورًا، ولا يدري كيف يجلب الدرهمُ فرحًا، والدينارُ سرورًا، ولا ينفك يتلو القرآن، قائمًا وقاعدًا، راكبًا وماشيًا، ولو كان مريضًا معذورًا.

وكانت دعوته تخترق السبع الطِّبَاق، وتَفْترِق بركاتُها فتملأ الآفاق، وتَسْترقُ خبرَ السماء، وكيف لا، وقد رفعت على يد وليٍّ لله، تُفتح له أبوابُها ذوات الإغلاق.

وكانت يداه بالكرم مبسوطتين، لا يُقاس إلا بحاتم، ولا يُنشد إلا:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

ولا يعرف إلا العطاء الجَزْل:

وتأتي على قدر الكرام المكارم (٢)


(١) البيت لأبي الطيب المتنبي: انظر ديوانه بشرح أبي البقاء العَكبري ٢/ ١٢٠.
(٢) هذا والذي قبيله لأبي الطيب المتنبي. انظر: ديوانه ٣/ ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>