للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غالبًا بين يديه ينظر فيها، رأيتُه كتب بخطه على ترجمته، وهو عندي الآن، ما نَصُّه:

عبدَ الوهَّابِ نَظَرْتَ إلى ... وَرَمٍ بادٍ يَحْكِي سِمَنَا (١)

وشَغَافٌ بي يدعوكَ إلى ... حُسْبانِكَ في حالي حَسَنَا

يا رب اغفِرْ لابْنِي فيما ... قد خَطَّ وقال هوىً وجَنَا

والله إني في نفسي أحقرُ من أن أُنْسَب إلى غِلمان واحدٍ من المذكورين، ومَنْ أنا في الغابرين! أسأل اللهَ خاتمةً حسنةً بمنِّه وكرمه، وبمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. كتبه عليٌّ السبكي في يوم السبت، مُسْتَهلَّ جُمادَى الآخرة، سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بظاهر دمشق.

هذا صورة خطِّه على حاشية كتاب "الطبقات الوسطى" لي (٢).

[٣ - عزة نفسه]

يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (٣)، فمنشأ العزة من الله تعالى، وهو يُعِزُّ رسولَه صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه أكرم الخلق عليه تعالى، ويعِز عباده المؤمنين على قدر إيمانهم؛ لأن لهم شرفًا وقدرًا عنده بذلك الإيمان، كلٌّ بحسب إيمانه، اللهم اجعل حظنا من الإيمان وافرًا كاملًا.


(١) يعني بالورم نفسَه رحمه الله، وسِمَن الورم مرضٌ لا عافية، فشبَّه حاله بذلك تواضعًا.
(٢) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٩١ - ١٩٢.
(٣) سورة المنافقون: ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>