للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه (١)، وقد ذكروا لمِنْ (٢) موارد أخرى لا نطيل بتَعدادها (٣).

قال: (الخامسة: الباء تُعَدِّي اللازم، وتُجَزِّئ المتعدي؛ لما نعلم من الفرق بين: مَسَحْتُ المنديل وبالمنديل. ونُقِل إنكاره عن ابن جني، ورُدَّ: بأنه شهادةُ نفي).

للباء حالتان:

إحداهما: أن تدخل على فعل لا يتعدى بنفسه، كقولك: كتبت بالقلم، ومررت بزيد. فلا تقتضي إلا مجرد الإلصاق.

وهذه الحالة هي التي عَبَّر عنها في الكتاب بقوله: "الباء تُعَدِّي اللازم" والتعبير بالإلصاق أحسن (٤)، ولم يذكر لها سيبويه معنىً غيرَه (٥)، وأما التعبير بتعدية اللازم فليس بجيد؛ فإنها قد لا تكون كذلك كما في المثالين المذكورين، وقد تكون كذلك كما في قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ


(١) أي: لم يذكر احتمال المجاز في بعض المعاني دون بعض إذا لم نَقُل بالتواطؤ، فكان الأولى به أن يقول: دفعًا للاشتراك والمجاز. انظر: نهاية السول ٢/ ١٨٨.
(٢) سقطت من (ت).
(٣) انظر معاني "مِنْ" في: المحصول ١/ ق ١/ ٥٢٩، التحصيل ١/ ٢٥١، الحاصل ١/ ٣٧٧، نهاية الوصول ٢/ ٤٣٢، نهاية السول ٢/ ١٨٨، السراج الوهاج ١/ ٣٩٦، جمع الجوامع مع المحلي ١/ ٣٦٢، فواتح الرحموت ١/ ٢٤٤، كشف الأسرار ٢/ ١٧٦، شرح الكوكب ١/ ٢٤١، مغني اللبيب ١/ ٣٤٩، أوضح المسالك ٢/ ١٢٨.
(٤) يعني: لو قال: تُلْصِق اللازم - لكان أحسن. والمعنى أنها تصل المفعول بالفعل اللازم وتُلْصِقه به.
(٥) غير الإلصاق. انظر: مغني اللبيب ١/ ١١٨، المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>