للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلمتِ زيدًا. ولم يقل أحدٌ ثَمَّ بالترتيب، إلا ما خَرَّجه صاحب "التتمة"، وعلى الجملة إنْ وَضَح معنىً في هذه المسألة (١) - فقد حصل الغرض من أنَّ الفرع غير مبني على اقتضاء الواو للترتيب (٢) (٣)، وإلا فما قاله الأصحاب في مسألة: إن دخلتِ الدار وكلمتِ زيدًا - يناقضها، وهو أصح (٤).

قال: (الثانية: الفاء للتعقيب إجماعًا، ولهذا رُبِط بها (٥) الجزاء إذا لم يكن فعلًا. وقوله: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ} (٦) مجاز).

الفاء للتعقيب، أي: تدل على وقوع الثاني عقيب الأول من غير


(١) وهي قول السيد لعبده: إن مِتُّ ودخلتَ الدار.
(٢) في (غ)، و (ك): "الترتيب".
(٣) لعل المعنى هو أن العُرْف في مثل هذا يقضي بالترتيب، ويُستأنس له أيضًا بأنَّ الموتَ ليس مِنْ فعل العبد، فكأنه علَّق الشرط الذي مِنْ فِعْل العبد على الشرط الذي ليس من فعله، فيكون الشرط الذي من فِعْل العبد مؤخرًا عن الشرط الذي ليس من فعله. ومثله قول السيد لعبده: إن سافرتُ ودخلتَ الدار، وإن رزقني الله ولدًا ودخلت الدار، كلها فيها هذا المعنى، بخلاف قول الرجل لزوجته: إن دخلتِ الدار وكلمتِ زيدًا، فكلا الشرطين مِنْ فعلها. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
(٤) انظر مبحث الواو في: المحصول ١/ ق ١/ ٥٠٧، التحصيل ١/ ٢٤٧، الحاصل ١/ ٣٧٢، نهاية الوصول ٢/ ٤٠١، نهاية السول ٢/ ١٨٥، السراج الوهاج ١/ ٣٨٧، كشف الأسرار ٢/ ١٠٩، أصول السرخسي ١/ ٢٠٠، جمع الجوامع مع المحلي ١/ ٣٦٥، شرح تنقيح الفصول ١/ ٩٩، بيان المختصر ١/ ٢٦٦، شرح الكوكب ١/ ٢٢٩، شرح ابن عقيل على الألفية ٢/ ٢٢٦، مغني اللبيب ٢/ ٤٠٨.
(٥) في (ص): "به".
(٦) سورة طه: الآية ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>