للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العلاقة السابعة: الاستعداد.]

وهي تسمية الشيء المُسْتَعِدِّ لأمرٍ باسم ذلك الأمر. مثل: تسمية الخمر حال كونه في الدَّنِّ بالمُسْكِر (١).

ولقائل أن يقول: إذا كان الخمر اسمًا لما يخامر (٢) العقل - فلا يصدق حقيقةً إلا حال (٣) مخامرته للعقل وهي حالة الإسكار؛ فيكون إطلاق الخمر على عصير العنب المودع في الدن مجازَ استعدادٍ، ويكون التمثيل بإطلاق الخمر (على هذا العصير لا بإطلاق المسكر على الخمر) (٤) (٥)، وقد يمثل


(١) الدَّنُّ: هو الجرة الضخمة. قال في المصباح ١/ ٢١٥، مادة (دن): "الدن كهيئة الحُبِّ، إلا أنه أطول منه، وأوسع رأسًا، والجمع دِنان، مثل: سَهْم وسِهام". وفي لسان العرب ١/ ٢٩٥، مادة (حبب): "والحُبُّ: الجرة الضخمة. . . وهو فارسي معرب. . وقال أبو حاتم: أصله حُنْبٌ فَعُرِّب، والجمع أحْبَاب وحِبَبةٌ وحِبابٌ". والمراد أن الخمر حال كونه في الدن لا يُسكر؛ لأنه إنما يسكر حينما يصل إلى جوف الإنسان، فتسميته بالمسكر وهو في الدن مجاز، والعلاقة هي الاستعداد، أي: هو مسكر بالاستعداد.
(٢) في (ص): "خامر".
(٣) في (ت)، و (غ): "حالة".
(٤) سقطت من (ت).
(٥) الماتن لم يطلق هذا، بل قَيَّده فقال: "كالمسكر للخمر في الدن". فقوله: في الدن - قيد لا إطلاق. فالخمر حقيقةً هي ما خامر العقل وهذا لا يكون إلا حالة الإسكار، والخمر في الدن ليس بخمرٍ ولا مسكرة حقيقة، لكنها خمر ومسكرة بالاستعداد، فإذا وصلت إلى الجوف خامرت العقل وأسكرت، فمثال الماتن صحيح، ومثال الشارح صحيح أيضًا، ولا تنافي بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>