للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلنا: بل في كل عصر؛ لأن المقصود العمل، ولا عمل في القيامة).

اتفق أكثر المسلمين على أن الإجماع حجةٌ شرعية يجب العمل به على كل مسلم، وخالف في ذلك الشيعة والخوارج والنَّظَّام (١). ونقل ابن الحاجب أنَّ النظام يُحيل الإجماع (٢)، وهو خلاف نقل الجمهور عنه (٣)، وقد صرح الشيخ أبو إسحاق في "شرح اللمع" بأنه لا يُحيله (٤)، وهو أصح النقلين.

واعلم أن النظام المذكور هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام كان يَنْظِم الخرز (٥) بسوق البصرة، وكان يُظهِر الاعتزال، وهو الذي تُنسب إليه


(١) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٤٦، نهاية الوصول ٦/ ٢٤٣٦، الإحكام ١/ ٢٠٠، تيسير التحرير ٣/ ٢٢٧، فواتح الرحموت ٢/ ٢١٣، العضد على ابن الحاجب ٢/ ٣٠، شرح التنقيح ص ٣٢٤.
(٢) انظر: العضد على ابن الحاجب ٢/ ٢٩، بيان المختصر ١/ ٥٢٥، وكذا قال ابن بَرْهان. انظر: الوصول إلى الأصول ٢/ ٦٧. وقال المجد - رحمه الله - في المسودة ص ٣١٥: "والمشهور عن النظام إنكار تصوره"، وكذا عزى إليه ابن النجار في شرح الكوكب ٢/ ٢١٣، والبخاري في كشف الأسرار ٣/ ٢٢٧.
(٣) انظر: التلخيص ٣/ ٧ - ٨، القواطع ٣/ ١٩١، البرهان ١/ ٦٧٥، المعتمد ٢/ ٤، العدة ٤/ ١٠٦٤، التمهيد لأبي الخطاب ٣/ ٢٢٤.
(٤) انظر: اللمع ص ٨٧، شرح اللمع ٢/ ٦٦٦، ٦٦٨.
(٥) في اللسان ١٢/ ٥٧٨: "النَّظْم: التأليف. نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْمًا ونِظامًا ونَظَّمته فانْتَظَم وتَنَظَّم. ونَظَمْتُ اللؤلؤ: أي جمعتُه في السِّلك، والتنظيمُ مِثْله، ومنه نَظَمْت الشِّعر ونَظَّمتُه، ونَظَمَ الأمرَ على المثَل. وكلُّ شيءٍ قرنتَه بآخر أو ضممتَ بعضَه إلى بعض فقد نَظَمْتَه. . . . والنِّظَامُ: ما نَظَمْتَ فيه الشيء من خيطٍ وغيره". وانظر: المصباح المنير ٢/ ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>