للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العلاقة العاشرة: الزيادة.]

وهو (١) أن يكون الكلام ينتظم بإسقاط شيء منه، فيحكم بزيادة ذلك الشيء. (ومثاله) (٢): قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٣) فإن الكاف زائدة والتقدير: ليس مثله شيء (٤)، والدليل على أنها زائدة أنها لو لم تكن كذلك لكان التقدير: ليس مِثْلُ مِثْله شيء إذ الكاف بمعنى: مثل، فيكون له تعالى مِثْلٌ وهو محال، والغرض بالكلام نفيه.

وقد اعترض الناس على هذا التمثيل بأن الكاف في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} غير زائدة، وأجابوا عما ذُكِر بأجوبةٍ عدة، استحسن الأذكياء منها جوابَ مَنْ قال: لا نسلم أن قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} المراد منه (٥) نفي


(١) في (غ)، و (ك): "وهي".
(٢) في (غ)، و (ك): "مثاله" ..
(٣) سقطت من (ت).
(٤) قال القرافي رحمه الله تعالى في نفائس الأصول ٢/ ٧٩٠: قال العلماء: "الكاف" يجب أن تكون زائدة؛ لأنها لو كانت أصلية لكان معنى الكلام: "ليس مثلُ مثله شيء"، فتكون الآية تقضي أن له مثلًا، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا؛ لأنك إذا قلت: ليس مثل ابن زيد أحد، يكون له ابن، فيتعين أن تكون الكاف زائدة، فيصير معنى الكلام: ليس مثله شيء. ولا يكون للكاف معنى ألبتة غير تأكيد نفي المثل عنه سبحانه وتعالى، كما تقدم النقل عن ابن جني أنه قال: "كل حرف زيد في كلام العرب فهو قائم مقام إعادة الجملة مرة أخرى"، فيكون معنى هذه الآية: ليس مثله شيء، ليس مثله شيء، مرتين للتأكيد. اهـ. فظهر من هذا الكلام أنه ليس مراد العلماء بزيادة الحرف عدم الفائدة، بل عدم معنى مضاف إلى معنى الكلام، وفائدته تأكيد معنى الكلام، فهو قائم مقام إعادة الجملة مرتين.
(٥) سقطت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>