للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تعلم ما هي رؤوس الشياطين.

وأجاب: بأنا لا نسلم أنه مهمل، وإنما هو مَثَل كانت العرب العرباء تُمَثِّل (١) به في الاستقباح، وهو مفيد بهذا الاعتبار (٢).

قال: (الثانية: لا يُعْنَى خلاف الظاهر من غير بيان؛ لأن اللفظ بالنسبة إليه مهمل. قالت المرجئة: يفيد إحجامًا. قلنا: فيرتفع الوثوق عن قوله تعالى).

قَدْ يُريد الله تعالى بكلامه خلافَ ظاهره إذا كانت هناك قرينة يَحْصُل بها البيان، ولا يمكن أن يَعْني بكلامه خلافَ ظاهره من غير بيان. والخلاف في المسألة مع المرجئة قومٌ جوزوا ذلك، وقالوا: المراد بظواهر الآيات، والأخبار الدالةِ على عقاب الفاسقين، ووعيدِ العصاة والمذنبين: الترهيبُ فقط؛ كيلا يختل نظام العالم، بناءً على مُعْتَقَدهم أن المعصية لا تضر مع الإيمان, كما أن الطاعة لا تنفع مع الكفر. وإنما سُمُّوا مرجئةً؛ لأنهم يرجئون العمل أي: يؤخِّرونه ويُسْقطونه عن الاعتبار، والإرجاء: التأخير (٣)، قال الله تعالى: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} (٤).


(١) في (ص)، و (ك): "تتمثل".
(٢) انظر المسألة في: المحصول ١/ ق ١/ ٥٣٩، التحصيل ١/ ٢٥٤, الحاصل ١/ ٣٨٢, نهاية السول ٢/ ١٩١، السراج الوهاج ١/ ٤٠٥, الإحكام ١/ ١٦٧, جمع الجوامع مع المحلي ١/ ٢٣٢, فواتح الرحموت ٢/ ١٧، شرح الكوكب ٢/ ١٤٣.
(٣) انظر: المِلَل والنِّحل المطبوع مع الفِصَل ١/ ١٨٦، مقالات الإِسلاميين ١/ ٢١٣، الفَرْق بين الفِرَق ص ٢٥.
(٤) سورة الأعراف: الآية ١١١, سورة الشعراء: الآية ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>