للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت الشيعة: إجماع أهل البيت حجة. وقالوا أيضًا كما نقله الشيخ أبو إسحاق في "شرح اللمع": قول عليٍّ وحْدَه حجة.

واستدلوا على الأول بالكتاب، والسنة، والمعنى.

أما الكتاب: فقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (١)، فقد نفى عنهم الرجس، والخطأ رجسٌ، فيكون منفيًا عنهم، وأهل البيت هم علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهم؛ لأنه كما رَوَى الترمذي: لما نزلت هذه الآية لَفَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليهم كِساء، وقال: "هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطَهِّرهم تطهيرا" (٢).

وأما السنة: فما روى الترمذي، وأخرج مسلم في صحيحه معناه، من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتابَ الله


(١) سورة الأحزاب: ٣٣.
(٢) انظر: سنن الترمذي ٥/ ٣٢٧ - ٣٢٨، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الأحزاب، رقم ٣٢٠٥. وقال: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سَلَمة. وفي المناقب ٥/ ٦٢١، باب مناقب أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، حديث رقم ٣٧٨٧، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ١٠٧، وفي فضائل الصحابة ٢/ ٥٧٧ - ٥٧٨، رقم الحديث ٩٧٨، من حديث واثلة بن الأسقع. والحاكم في المستدرك ٢/ ٤١٦، في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الأحزاب من حديث واثلة بن الأسقع، وقال: على شرط مسلم. وأخرجه من حديث أم سلمة ٢/ ٤١٦، وفي معرفة الصحابة ٣/ ١٤٦، وقال: على شرط البخاري. ووافقه الذهبي. وفي الباب حديث عائشة - رضي الله عنها - أخرجه مسلم ٤/ ١٨٨٣، في الفضائل، باب فضائل أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم ٢٤٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>