للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني عشر: وفاته]

توفي رحمه الله شهيدًا بالطاعون في سابع ذي الحِجة سنة ٧٧١ هـ، خطب يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة، فطُعِن ليلة السبت رابِعَه، ومات ليلة الثلاثاء، ودُفن بتربتهم بالسفح عن أربع وأربعين سنة (١) رحمه الله رحمةً واسعة، وأنزل على قبره شآبيب رحمته، وحشرنا معه في زمرة سيد أنبيائه، صلى الله وسَلَّم عليه وعلى آله.

ولئن غاب عنا التاج بمحياه، فلم يغب عنا علمه وفتاواه (٢)، فهما باقيان خالدان، وتلك هي الحياة، وذلك هو البقاء، وصدق عليٌّ - رضي الله عنه - حيث يقول:

ما الفخرُ إلا لأهل العلمِ إنَّهُمُ ... على الهدى لمن استهدى أدلاءُ

وقَدْرُ كلِّ امرئ ما كان يُحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

فَفُزْ بعلمٍ تَعِشْ حيًا به أبدًا ... الناس موتى وأهل العلم أحياءُ

وخلَّف رحمه الله ذريةً من بعده منهم ابنه تقي الدين علي بن تاج


(١) انظر: طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ١٠٦، الدرر ٢/ ٤٢٨.
(٢) في تاج العروس ٢٠/ ٣٨، مادة (فتى): "والفُتْيا والفُتْوى بضمهما، وتفتح الأخيرة: ما أفتى به الفقيه في مسألة. . . . والجمع الفتاوِي، بكسر الواو على الأصل، وقيل: يجوز الفتح للتخفيف" مع تصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>