للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المركب، مثل:

أشاب الصغيرَ وأفنى الكبيـ ... ـر كَرُّ (١) الغَداة ومَرُّ العشي

أو فيهما، مثل (٢): أحياني اكتحالي بطلعتك).

لما تناهى القول في الحقيقة شرع في المجاز، والشرح: أن المجاز إما أن يقع في مفرداتِ الألفاظ فقط، أو في تركيبها فقط (٣) أو فيهما جميعًا:

والأول: كإطلاق الأسد على الشجاع.

والثاني: كقوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (٤)، {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} (٥)، {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (٦)، ويسمى هذا النوع بالمجاز المركب، والإسنادي، والعقلي (٧)،


(١) سقطت من (ص).
(٢) في (ص): "نحو".
(٣) سقطت من (ص).
(٤) سورة الأنفال: الآية ٢.
(٥) سورة إبراهيم: الآية ٣٦.
(٦) سورة الزلزلة: الآية ٢.
(٧) في هذه الآيات الثلاث أُسْنِد الفعل فيها إلى غير ما هو له: وهو السبب، فزيادة الإيمان من الله تعالى حقيقة، وإسنادها إلى الآيات إسنادٌ إلى السبب لا إلى الفاعل الحقيقي، ويسمى هذا الإسناد في البلاغة المجاز العقلي. وكدا الإضلال أُسْنِد إلى الأصنام؛ لأنها سبب الإضلال لا الفاعل الحقيقي، فالمضل هو الله سبحانه وتعالى. وكذلك إخراج الأثقال من الأرض، فالأرض سبب، والفاعل هو الله تعالى، فكل هذه الأمثلة أُسند الفعل فيها إلى غير ما هو له، وهذا هو المجاز العقلي، وحَدُّه: هو إسناد الفعل أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>