للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريح على البساط، ولا عاد نصلها إلا وقد قضى المأمول، ولا فترت عزائمها إلا وقد حصلت على نهاية السول، وأعملنا هذه الهمة في مدلهم الديجور، وصرفنا قلمها بشهادة النجوم وفلكها يدور، فلم تنشب ليالي أسبلت جلبابها، وأرخت نقابها، معدودة ساعاتها، ممدودة بالألطاف الخفية أوقاتها، إلى أن أنهزمت تلك الليالي ودارت الدائرة عليها، وجاء من النسيم العليل بشير الصبح متقدمًا بين يديها، فوافى الصباح بكل معنى مبتكر، وجلا عرائس بدائعه فشنف السمع وشرف البصر. وجاء كتابًا ساطعًا نور شمسه، وشمس السماء قي غروب، طالعًا في أفق الفخار على أحسن أسلوب، حائزًا لما يراد منه في كل طريقة حائزًا حقًا على مقالات المتقدمين والمتأخرين، وحسبك بمن مجازه حقيقة" (١).

[بيان أن عادته في الشرح الإطناب والاختصار حيث يقتضي ذلك.]

أثناء الشرح ذكر منهجه في الشرح أيضًا، مبينا عدم الإطناب إلا إذا اقتضى الأمر، والاختصار حين يستلزم الأمر. يقول التاج: ". . . وأنا من عادتي في هذا الشرح الإطناب فيما لا يوجد في غيره، ولا يتلقى إلا منه بحث مخترع أو نقل غريب، أو غير ذلك، والاختصار في المشهور في الكتب إذ لا فائدة في التطويل فيما سبقنا من هم سادتنا وكبراؤنا، إلى جمعه، وهل ذلك إلا مجرد جمع من كتب متفرقة لا يصدق اسم المصنف على فاعله" (٢).


(١) ينظر: ص ٢٩٩ - ٣٠١.
(٢) ينظر: ص ١٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>